كي تـُعرفَ الأحساء أنها مصنع للرجال كما هي مصنع للنخيل؛ كان لا بد لنا أن نهتم برجالاتها ونؤرخ لهم ونحتفظ بتراثهم ونسطر للأجيال سيرة حياتهم ؛ كي ينهلوا منها ويتعلموا الدروس والعبر وليستفيد الأبناء والأحفاد من سيرة حياة آبائهم ، خاصة أولئك الذين اهتموا بأنفسهم وتركوا في المجتمع بصمات مؤثرة لا تنسى ، وكان لهم الفضل ـ بعد الله تعالى ـ في تنمية وتطوير مجتمعهم ، وتثبيته على العادات والتقاليد الحسنة .
ولا شك أن بلدَ علم وثقافة وأدب كالأحساء لا بد وأن تنتج رجالاً قدوة ونماذجاً حية يحتذى بها ، والحقيقة أن الأحساء تزخر برجال متعددي المواهب والملكات هم ساحة خصبة لتوثيق حياتهم المتلألئة بالعطاء ، وأن ما ينقص الأحساء هو توثيق أبنائها لتاريخ آبائهم وأجدادهم ، وهذا ما حدانا أن يكون التأبين لهذه الشخصية لا للبكاء على فقده بل لتوثيق سيرة حياته وتشجيع الآخرين لفعل ذلك لآبائهم سواءً أكانوا أحياءً أم أمواتاً ، وليتنبه المجتمع لشخصياته ، فالكثير منهم يستحق التوثيق ؛ لتثرى المكتبة العربية بتاريخ الآباء الحافل بمواقفهم المشهودة وتجاربهم المبـدعة وقصصـهم الجميـلة وسواليفهم اللطيفة وأدبياتهم الراقية .
إن خطوتنا التالية بعد هذا التأبين لتوثيق سيرة حياة فقيدنا الراحل هي تدشين موقع على شبكة الإنترنت تحت مسمى :
بوابة حجي الحبيب السلطان للتراث والثقافة
يحتوي هذا الموقع على تفاصيل سيرة حياته والوقائع والأحداث التي شهدها طيلة قرن من الزمن وبعض المعلومات التي يستفيد منها المتصفح للموقع ، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى لتصميمه وإعداده ، وقد تم الإعداد لتدشينه أثناء حفل التأبين إن شاء الله.